كان أبو سلمان (العرضحالجي) يجلس وراء طاولته على ناصية الشارع قبالة مقهى الشابندر، حين اقترب منه صديقه أبو سمير، بعد ان القى عليه التحية يخاطبه أبو سلمان:
- أبو سلمان العرضحلجي: يابة اشعجب شفناك أبو سمير!! لازم اليوم اجيت بالغلط؟
- أبو سمير: والله يابو سلمان ما اجيت بالغلط.. اولا اجيت اسلم عليك، ثانيا انا محتاجك الآن.
- أبو سلمان: وانا حاضر بالخدمة. كم تريد؟. عندي كم فلس مو كثير، كم محتاج؟
- أبو سمير: انا ماجيتك على فلوس، اجيتك على شان عندي قضية ويا وزير التربية واريد اكتب عريضة مضبوطة
- أبو سلمان: اي حاضر بالخدمة، في هذه الاثناء تدخل امرأة بغدادية - ام عامر ،- تلقي التحية وتسأل:
- ام عامر: صباح الخير.. منو منكم أبو سلمان العرضحالجي؟
- أبو سلمان: انا أبو سلمان.. اتفضلي اختي،، امر خدمة؟
- ام عامر: خوية اريدكم اتساعدني.
أبوسلمان: حاضر للمساعدة.. اقدر اعرف شنو مشكلتج اختي؟
- ام عامر: سحبوا مني البطاقة التموينية. وانا عندي اطفال وحالتي ضعيفة. وانا حايرة وين اروح وعدمن اشتكي!
- أبو سلمان: زين اختي..استريحي الى ان اخلص قضية الاستاذ (يشير الى صديقه).
- ام عامر: مستعجلة خوية أبو سلمان (تلتفت نحو ابي سمير) فدوة لعينك دادة الافندي، خليه يخلص قضيتي اول وبعدين انت،
- أبو سلمان (يتدخل قائلا للمرأة) ماتقوليلي شنو اللي يخليج مستعجلة؟ اشو لاطبخ ولانفخ مادام سحبوا منج البطاقة التموينية،، علويش مستعجلة؟،، اقعدي لغاية ما اخلص من الاستاذ،
- ام عامر (تقول وهي منزعجة ومعاتبة): والاستاذ صاحبك عيوني شنو اللي وراه؟ خلي يحسب نفسه قاعد بالمقهى.. اشو كل رجاجيلنا والحمد لله قاعدين بالقهاوي لاشغل ولامشغلة. لو بالقهاوي لو تايهين ويا العصابات.
- أبو سمير (يضحك قائلا): خلاص اختي خلاص.. راح انتظر.
- أبو سلمان (يرضخ للامر الواقع ويسألها): اتفضلي اختي.. تقولين سحبوا منج البطاقة التموينية؟
- ام عامر: اي دادة، الله لاينطيهم، لاحقينا على هذي الاشوية دهن وشوية طحين وشوية شكر وجاي.. احنا انموت جوع وهم عايشين بقصورهم وحفلاتهم وعزايمهم، تصدق ياخوية أبو سلمان كنت امس اباوع التلفزيون، وكانوا امسويين عزومة للوفود مال ذولة اللي يسمونهم البرلمانات العربية.. كان ميز الاكل ياخوية أبو سلمان منا لغاية راس الشارع، مليان سمك وخرفان مشوية ودجاج وتمن ومشويات اشكال وارناق.. ناديت على أبو عامر زوجي، قلت له تعال باوع شوف الجماعة شلون ديطلع الاكل من خشومهم، واحنا حاسدينا على شوية الطحين اللي بالبطاقة التموينية.
- أبو سلمان (يستمع اليها مذهولا معجبا بسلاطة لسانها، يقول لها): يابة.. مادام انتي على هذي المفهومية والبلاغة التعبيرية وعلى هذا اللسان اللي يودي الواحد مثلي رأسا الى السجن، علويش جايتني عيوني ام عامر؟ انتي ميحتاج لج عريضة ماشاء الله. انتي عارفة القصة من اولها الى اخرها مرورا بالبرلمانات العربية، وعارفة ايضا شلون القمر بلعته الحوتة.
- ام عامر (وهي تضحك مسرورة لهذا الاطراء تقول): صحيح دادة أبو سلمان اني افهم شنو اللي صاير بالبلد. بس ما افهم بالقوانين وشلون تنكتب العرايض، والمن تنكتب.. شرايك اذا تكتب لي عريضة للريس تنفع لو ماتنفع؟
- أبو سلمان (مع نفسه يتحدث): هذي من وين اجتني هالمصيبة اليوم، اكيد دازينها المخابرات علي، (يلتفت لصديقه) شنو رايك عيوني أبو سمير اعزل اليوم ماكو شغل استراحة وخلينا انروح انا وياك للمقهى اهناك نكتب عريضة الاخت، وهم بعدين ناخذ لنا داسين طاولي؟
- أبو سمير (ضاحكا) خلاص ماعندي مانع.
- أبو سلمان (وهو يجمع اغراضه ويطوي قوائم الطاولة): خلاص هاي الصندقجة وهذا الميز وهذي الاقلام خليناها بالكيس وهذي الاوراق اهنا،، يالله اخوية أبو سمير اليوم ماعدنا شغل، استراحة. يالله ناخذ لنا داسين طاولي بالمقهى؟
- ام عامر (تتساءل مستغربة) وين رايح دادة أبو سلمان؟. وانا قضيتي وعريضتي؟
- أبو سلمان (مغادرا هو وصاحبه): عيوني ام عامر انا رايح اهنا للشورجة اجيب طوابع.
- ام عامر: تريد انتظرك اهنا؟
- أبو سلمان (مبتعدا هو وصاحبه): ابكيفج عيوني ام عامر. اذا مارجعت بعد نص ساعة روحي لبيتكم وسلميلي على زوجج أبو عامر.
ام عامر: لويش ماترجع بعد نص ساعة هي هذي الشورجة قريبة!!
- أبو سلمان: امور دنيا دادة ام عامر، يمكن اموت، يمكن يرفسني بغل بالطريق. واخلص من بلاوي الدنيا. (يذهب مسرعا ويترك المرأة)