حدثت معجزة وأذا ببصير يستعيد نظره للحظات فيقع بصره على (حمار) في هذه ألأثناء ثم يعود بصيراً مرة أخرى ! تحدث مرة أحدهم عن ألبحر وسعته وجماله بوجود هذا البصير ، فسأل : أسعته وجماله كالحمار؟ وفي مرة أخرى سمع من يتحدث عن شجرة باسقة ورائعة ، فتساءل ان كانت بجمال الحمار وبساقته ! وحين جرى ألحديث عن ألفيل وضخامته ، سأل ألبصير محدثه ان كان بضخامة الحمار ..وهكذا دواليك ، فكل الأشياء والظواهر تقارن بذلك ألحمار ! أفلم يبصر تافهو العرب (عميان البصر والبصيرة) سوى رغد صدام حسين؟ في ألآونة ألأخيرة تعود رغد أبنة ألدكتاتور( ألراحل ألى جهنم صدام حسين) لتتصدر صفحات وسائل ألاعلام ألعربي مجدداً ، ولاغرابة . فهل رؤساء ألعرب وقادتهم وملوكهم خير من رغد لتقود ألعراق بعد أبيها ؟ فجلهم لم يكمل تحصيله ألدراسي ، و ان أكمله فلم يمارس مهنته ليوم واحد ، أو كان عسكرياً ربما برتبة شاويش كرئيس أليمن ألسعيد ( و ألسعيد ليس أليمن بل ألشاويش علي صالح محمد !) أو برتبة عقيد ، يُعمّد شعبه بالدم بعد أن قام بتصفية رفاقه ألذين قاد معهم أنقلاباًً ( تهرج وسائل إعلامه ألى أليوم إنها ثورة أبدية ، ثورة فاتحة ..ألخ من هراء العرب ) وألقذافي مثالا .ً وصدام نفسه كان نموذجاً لرئيس وجنرال مهيب ، رئيس لم يكمل دراسته ألجامعية لولا مجيئه ألى ألسلطة بأنقلاب ، وجنرال لم يدرس ألعلم ألعسكري حتى في أبسط مؤسساته ! وعدا هؤلاء وغيرهم ممن ولدوا في رحم مخابرات بلدانهم قبل تولي ألسلطة (بشكل ديمقراطي حتى العظم بالطبع !) هناك ألملوك ألذين لايتنازلون عن عروشهم سوى للموت !
هذا ألاعلام ألعربي وألمنحاز أبداً للدكتاتوريات يحلم أن يحكم ألعراق مجدداً دكتاتور غبي (لتكتمل حبات ألمسبحة ) حسب المثل العراقي ! وواحدة جاهلة وغبية ورثت جينات ألعنف ورغبة ألقتل كرغد أفضل خيار ! أنه حلم يراود أولئك ألذين يريدون أعادة دوران عجلة ألموت في ألعراق ، مع أنها لم تتوقف بفضل ملايين رغد ألمسروقة من شعب (فقير!) يمتلك ثاني أكبر أحتياطي من ألبترول في ألعالم ، شعب لايحصل على لقمة عيشه ألا ومغموسة بدم أبنائه.. في حين كان صدام وحده يملك 5% من عائدات النفط طوال سنوات حكم البعث . *
أما تزامن ألموافقة على (عودة) ألبعثيين ألميمونة (!) ألى صدارة ألسلطة في ألعراق بفضل سعي ألمحتل ألامريكي لأعادتهم ألى ألحكم كونهم مصدر أستقرار (كذا) فهو مايصب في نفس ألطاحونة . فأين هذا من إدعاء بريمر يومها من أن هدفهم ( ألامريكان) تدمير أسس ألنظام ألصدامي ومنع عودة صدام وعصابته ألى ألسلطة ! وهم لم يرسلوا قواتهم على بعد آلاف ألاميال لاسقاط صدام ونظامه الدموي لإحلال دكتاتور آخر مكانه !** أم ان ألمصالح تُلقي بالمبادئ وألمواثيق في سلة ألمهملات وألمنسيات ؟ أذا كان هناك ثمة مبادئ في سياسة أمريكا ! لم يكن بريمر سوى قنبلة نووية تشبه تلك التي أُسقطت على هيروشيما ، ولكنه أسقط على ألعراق ، فشطره ألى أحزاب وطوائف ومليشيات وسدارات وعمائم ولحى وجبب..ألخ. وتركه يتخبط في بركة دم ألى أليوم !
ولنعد ألى رغد .. بالرغم من أنها هذه ( ألصدامة ألصغيرة) ألتي تبلغ 38 عاماً لاتملك مؤهلاً علمياً أو سياسياً أو أجتماعياً أو من أي نوع آخر سوى انها أبنة الدكتاتور ألوفية لسلوك أبيها ألقمعي ، فأنها تُطرح ، وبشكل مقصود حتى في وسائل ألاعلام ألغربية كقائدة محتملة ترعب حكومة ألعراق (..وقد تعود ألى ألعراق لتقود ثورة بعثية مجددة ، ثورة قتل وأغتصاب وعنف . ألم تكن أمنية صدام في أن يحكم حزب ألبعث ألعراق 300 عام ، على أعتبار ان العراق ضيعة من ضيعات حسين المجيد والده ! * فلماذا لاتحقق (رغدته) أمنية أستمرار حكم ألبعث لمئات أخرى من ألسنين ؟
ماهي مؤهلات هذه ( ألصدامة ألصغيرة) ألمطلوبة أليوم للانتربول ؟ أو تشبه في وجه من ألوجوه نساء عظيمات في بلدانهن ؟
أنديرا غاندي مثلاً درست في مدارس هندية وانجليزية وأوربية معروفة ثم في جامعة أوكسفورد . ومع أنها لم تكمل دراستها للحصول على شهادة عليا ، فقد كانت منذ سني نشأتها ألاولى مرتبطة بالسياسة . بنازير علي بوتو أول رئيسة وزراء لبلد أسلامي كانت هي ألاخرى تعوم في عالم السياسة في سن مبكر ، وأنهت دراستها في جامعتي هارفرد وأكسفورد . تاتشر ( ألمرأة ألحديدية كما تسمى ) أول أمرأة تصبح رئيساً لوزراء انجلترا ، حصلت على شهادة عليا في الكيمياء من جامعة أوكسفورد ومارست أختصاصها لسنوات طويلة قبل أن تخوض في عالم ألسياسة. هيلين كلارك رئيسة وزراء نيوزيلندا كانت أستاذة علوم سياسية في جامعة أوكلاند ، وهي سياسية قبل ذلك لسنوات طويلة. أنجيلا ميركيل رئيسة وزراء ألمانيا حاصلة على شهادة جامعية في العلوم ألطبيعية من جامعة ليبزيغ ودكتوراه في ألفيزياء أضافة ألى نشاطها ألسياسي وتتحدث الانجليزية والروسية بطلاقة . تاريا هالونين رئيسة فنلندا ألتي نشأت في عائلة فقيرة حاصلة على شهادة عليا في القانون. وهناك نماذج أخرى كثيرة.
فما هي مؤهلات هذه ( القزمة) الصغيرة ؟ أللهم أنها نشأت على رائحة ألدم وهي أبنة ألدكتاتور صدام ، وتريد أن تسير على خطاه ! معينها في ذلك مليارات ألبترول ألتي هربت من ألعراق لصالح عائلة صدام.
هل تحق العدالة يوماً لنرى رغد في نفس قفص ألاتهام ألذي سبقها أليه صدام نفسه ! أم أنها ستحكمنا 300 سنة أخرى؟ وبقرار فرنسي أمريكي ؟
* كتاب (عندما تكون وزيراً مع ألبكر وصدام) لجواد هاشم
** كتاب (عام قضيته في العراق ) لبول بريمر